"الفيصل" بـ"كتاب الرياض": "طالبان" خذلت المملكة مرتين ومن المستبع
"الفيصل" بـ"كتاب الرياض": "طالبان" خذلت المملكة مرتين ومن المستبع

استبعد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، أن تقيم المملكة علاقات مع حركة طالبان بعد سيطرتها على السلطة في أفغانستان، مؤكدًا في الوقت


استبعد رئيس الاستخبارات الأسبق الأمير تركي الفيصل، أن تقيم المملكة علاقات مع حركة طالبان بعد سيطرتها على السلطة في أفغانستان، مؤكدًا في الوقت نفسه أن دعم المملكة للشعب الأفغاني سيستمر من منطلق ما تكنه السعودية للشعب الأفغاني من تقدير وأخوة.

وقال "الفيصل" خلال تدشين كتابه "الملف الأفغاني" في معرض الرياض للكتاب مساء اليوم (الخميس): "إن حركة طالبان خذلت المملكة مرتين، الأولى عندما رفضت تسليمها أسامة بن لادن، والثانية عندما رفضت إنهاء علاقتها بتنظيم القاعدة".

وأوضح أنه تقابل مع زعيم "طالبان" الملا عمر مرتين، وفي المرة الأولى وافق على تسليم المملكة أسامة بن لادن، وفي المرة الثانية غير موقفه تمامًا ورفض تسليم "ابن لادن" للمملكة، بل طالب المملكة بالتعاون مع "ابن لادن" واصفًا إياه بـ"المجاهد الكبير".

وأبدى "الفيصل" عدم قدرته أو أحد آخر في العالم على استشراف مستقبل "طالبان" في السلطة، لافتًا إلى أنه من المبكر إصدار حكم على "طالبان" في هذا الوقت، ولاسيما أنها لم تطبق ما تعهدت الالتزام به عند سيطرتها على السلطة من عدم الانفراد بها وتشكيل حكومة جامعة واحترام حقوق المرأة.

وقال: "لسنا متفائلين كثيرًا ولسنا متشائمين كثيرًا وعلينا الانتظار لنرى ما إذا كانت طالبان ستكون جزءًا من العالم أم لا؟".

وأشار "الفيصل" إلى أن تدخل أمريكا في أفغانستان كان مبررًا كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر، لافتًا إلى أن أمريكا ولو كانت اتعظت بالفشل الذي لحق بالاتحاد السوفيتي في أفغانستان، لما فشلت في تدخلها في ذلك البلد.

ووصف الأفكار التي يتبناها عناصر "طالبان"، و"داعش" و"القاعدة" بالعدمية؛ لما فيها من مخالفة للإسلام، وإضرار بالبشرية، مستغربًا من اعتبار فهمهم للإسلام هو الفهم الصحيح، واعتقادهم أنهم قادرون على تغيير العالم.

وذكر أن قناة الجزيرة ساعدت أسامة بن لادن على مخاطبة الكثيرين حول العالم، ولاسيما بالطريقة التي قدمته بها للشباب، مضيفًا أن فكر "ابن دلان" كان عدميًا، وقد روج له من خلال منبر "الجزيرة".

وعن سؤاله عما تعنيه "الأفكار العدمية"، بيّن أنها الأفكار التي لا تنطوي على الالتزام بأي مبدأ، مشيرًا إلى أنها أفكار ظهرت في أوروبا في القرن 19 من قِبل أشخاص غير منتمين للمجتمع؛ مما دفعهم للإقدام على ارتكاب أفعال يعبرون فيها عن أنفسهم.

ولفت إلى أن العالم يواجه تحديًا جديدًا يتمثل في المواجهة القائمة بين أمريكا والصين، لكنه استبعد قيام حالة استقطاب دولي بين القوتين.

وقال "الفيصل": "ليس هناك مجال لعودة الحرب الباردة مرة أخرى؛ ولاسيما أن أدوات التدمير أصبحت أكبر من زمن الحرب الباردة الأولى".

ولفت إلى أن نجاح "طالبان" في استعادة السلطة في أفغانستان، قد يعزز من طموحات التنظيمات التي تنتهج العنف للاستمرار في عدوانها المسلح ليصلوا إلى ما وصلت إليه "طالبان".

مصدر الخبر: سبق