"المعلمي": المملكة تسعى للحد من مسببات التغير المناخي ضمن الاتفاق
"المعلمي": المملكة تسعى للحد من مسببات التغير المناخي ضمن الاتفاق

أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، أن المملكة تشاطر دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية،


أكد مندوب المملكة العربية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، أن المملكة تشاطر دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية، وتسعى لاتخاذ التدابير اللازمة للحدّ من مسببات التغير المناخي، والوفاء بالالتزامات الدولية ضمن إطار الاتفاقيات الدولية المعنية، مشيرًا إلى أن المملكة تعمل دائبة على بذل الجهود للتصدّي لآثار التغير المناخي؛ استشعارًا منها بأهمية هذه القضية؛ كونها إحدى أهم القضايا العالمية.

وأفاد السفير المعلمي، في كلمة المملكة اليوم خلال المناقشة العامة لأعمال اللجنة الاقتصادية والمالية "الثانية" خلال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ أن المملكة شجعت على مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون خلال رئاستها لمجموعة العشرين، والتركيز على خطط الطاقة المتجددة، مبينًا أن المملكة أعلنت عن مبادرتي السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، اللتين ستسهمان في تحقيق المستهدفات العالمية لمكافحة التغير المناخي.

وأشار إلى أن اجتماع اليوم بعد عامين منذ بداية حدوث جائحة كورونا التي تسببت بخسائر بشرية وأضرار اقتصادية عالمية، وتحديات صعبة بما في ذلك التحديات المتعلقة بتحقيق أجندة 2030، يمثل الرغبة في تسريع العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وللتأكيد على التعاون والعمل المشترك في السعي إلى التعافي من آثار الجائحة والتصدي للتحديات وإكمال مسيرة تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.

ولفت السفير المعلمي الانتباه إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب الكثير من العزيمة والإصرار، مشيرًا إلى أن المملكة تحت مظلة رؤية 2030 التزمت بتحقيق التنمية المستدامة من خلال وضع الإستراتيجيات بعيدة المدى، وبدأ التطبيق العملي للخطط التنموية الشاملة في المملكة التي نقلت الرؤية إلى آفاق متقدمة من العمل والانطلاق نحو مستقبل مشرق مستدام يحاكي طموحاتها.

وقال: خمسة أعوام منذ انطلاق رؤية 2030 رسخت المملكة خلالها عددًا كبيرًا من الإنجازات الاستثنائية التي انصبّت في دعم رفع جودة الحياة بالمملكة ضمن بيئة حيوية ورائدة؛ حيث توفرت البيئة لدعم النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل والاستفادة من إنتاج الطاقة المتجددة.

وأبان المعلمي أن الرؤية الطموحة قد قطعت أشواطًا طويلة لتحقيق الإنجازات في تقوية البنية التحتية، والارتقاء بالصناعات المحلية، وتطوير التقنيات المختلفة، وجذب الاستثمارات العالمية، وتقليل معدلات البطالة والعجز، وتحقيق نمو اقتصادي واجتماعي شامل يتبلور في جودة حياة المواطن بشتى النواحي.

وأضاف: بعد خمس سنوات من إرساء أساسات الرؤية المتينة، يبدأ عهد جديد من الإنجازات ونهضة الوطن بأفراده من الرجال والنساء والشباب الذين قدمت المملكة دعمًا كاملًا لتنميتهم في مختلف المجالات ودعم طموحهم وتمكينهم ليكونوا محركًا أساسيًّا لدفع عجلة التنمية.

وأوضح أنه إيمانًا بالرؤية وأهمية التركيز على جميع القطاعات الحيوية، أولت المملكة اهتمامًا وحرصًا كبيرين لتنمية القطاع السياحي تأكيدًا لأهمية هذا القطاع في زيادة النمو الاقتصادي، وتعزيز التنمية المستدامة والاجتماعية؛ حيث إن السياحة ركيزة من ركائز رؤية 2030، وهي جزء داعم في خلق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر لوضع المملكة في طريق التجارة والمنافسة العالمية.

وجدّد التأكيد أن المملكة أولت تطوير القطاع الرقمي اهتمامًا كبيرًا، مشيرًا إلى أنه لدى المملكة بنية رقمية قوية أسهمت في تسريع التحول الرقمي، وترجمة إنجازات رقمية وضعت المملكة في مصاف الدول الرائدة وفي أعلى المؤشرات التنافسية التي تقيس الجودة الرقمية.

وأشار إلى أن الجائحة أثبتت أهمية التقنية في التواصل وفي ظل العزلة التي فرضتها الجائحة، فأصبحت التقنية جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا اليومية، مبينًا أنه في عصر العولمة لا بد من التكاتف في سبيل سد الفجوة الرقمية والتعاون الرقمي لدعم الدول في بناء قدراتها الرقمية ليتمتع الجميع بلا استثناء أو تمييز بفرص متكافئة في التنمية.

وأردف مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة المعلمي يقول: تعزيز التعاون الدولي مطلب حيوي للتصدي لتحديات الجائحة وفي سبيل التعافي المستدام، فالمملكة تؤمن بأهمية التكاتف والتعاون دوليًا وتحرص على الالتزام بدورها الإنساني والتنموي في دعم الدول الأكثر احتياجًا والدول الأكثر تضررًا من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، كما قادت المملكة الجهود العالمية خلال رئاستها لمجموعة العشرين في العام الماضي، ودعمت جهود مواجهة الجائحة بمبلغ 500 مليون دولار، إضافة إلى تقديم المملكة 300 مليون دولار لدعم جهود الدول في التصدي للجائحة.

وتابع: وفي سياق تعافي الاقتصاد العالمي بذلت المملكة الجهود الريادية في سبيل تعزيز استقرار أسواق النفط العالمية وتوازنها. كما تدعم المملكة الجهود الدولية لتسهيل الوصول للقاحات والتأكيد أن التعافي الدولي يرتبط بتكاتف الجهود نحو احتواء آثار الجائحة وتهيئة الظروف التي تتيح الوصول إلى اللقاحات وتوفيرها للشعوب كافة.

وشدد السفير المعلمي، في ختام الكلمة، على التزام المملكة بالتعاون الوثيق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتزامها بالتعاون المشترك ودعم الجهود الإنسانية والتنموية عالميًا بما يحمي مصالح الشعوب والعالم أجمع.

مصدر الخبر: سبق