المنتخب السعودي وكأس العالم "ما فات مات".. المقياس الحقيقي لتعافي
المنتخب السعودي وكأس العالم "ما فات مات".. المقياس الحقيقي لتعافي

سبق تقول للمسؤول: في الوقت الذي يُعتبر المنتخب السعودي واحداً من أنجح المنتخبات الآسيوية على الصعيد العالمي، ويملك تاريخاً عريقاً في الفوز بكأس آسيا ل


سبق تقول للمسؤول: في الوقت الذي يُعتبر المنتخب السعودي واحداً من أنجح المنتخبات الآسيوية على الصعيد العالمي، ويملك تاريخاً عريقاً في الفوز بكأس آسيا لثلاث مرات، وتأهل لكأس العالم خمس مرات، كما تمكّن من المشاركة أربع مرات في بطولة كأس القارات، وفاز بكأس العرب مرتين، وبكأس الخليج ثلاث مرات، وعلى الصعيد الأولمبي، تأهل للأولمبياد مرتين، ويحظى بدعم كامل من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ورئيس هيئة الرياضة على كل المستويات، إلا أن هذا التاريخ المشرف والدعم الكبير لا يوازيه للأسف إنجاز على أرض الواقع، خصوصاً في السنوات الأخيرة، واتضح أكثر في مشاركة المنتخب بكأس العالم الحالية.

فما هي حكاية إخفاق المنتخب السعودي في مشاركاته الدولية وخاصة كأس العالم لكرة القدم؟ وكيف يمكن تعديل مساره، وإعادة توهج الكرة ؟ والسؤال الأهم: هل نملك هدفاً مستقبلياً ثابتاً نبني من أجله استراتيجية أو مشروعاً كروياً أو قاعدة صحيحة للسنوات القادمة؟

تساؤلات يراها المتابعون والمهتمون بكرة القدم السعودية مهمة لمعرفة الأسباب التي أدّت لتدهور المنتخبات والأندية السعودية بكل فئاتها، وانحدار نتائجها المطرد قارياً ودولياً. وأنه لكي تنهض كرة القدم السعودية من جديد فلقد بات من الضروري البدء بدراسة واقعية لأوضاع الأندية المحلية، وحل مشاكلها المالية والإدارية والفنية، ثم وضع استراتيجيات طويلة الأمد تساعد على إيجاد قاعدة جيدة عن طريق المنتخبات السِّنية تدعم المنتخب الأول باللاعبين والمواهب، بالإضافة للاهتمام بتحسين المسابقات المحلية، وجعلها أكثر إثارة وتنافسية، وجماهيرية، ووضع برامج متطورة لتطبيق الاحتراف بشكل حقيقي، والمحافظة على الاستقرار الفني والإداري، واختيار تشكيلة ثابتة للمنتخبات لا تتغير بتغير النتائج.

إن القاعدة الأساسية للمنتخب الأول هي المنتخبات السِّنية (الناشئين والشباب)، ومن المهم الاهتمام بها ودعمها، واختيار لاعبين صغار السن على مستوى مهاري عالٍ؛ حتى يكونوا ركيزة أساسية للمنتخبات في البطولات القارية والدولية القادمة تساعد على المنافسة والحضور بشكل إيجابي، واختيار مدربين محليين أو عالميين على مستوى عالٍ من الكفاءة والإمكانيات والخبرة، ومنحهم فترة طويلة في العمل التدريبي، ومتابعة اللاعبين المواهب من جميع نواحي اللياقة، والتغذية، والثقافة، والوعي وإعدادهم للمستقبل، والعمل على تهيئة اللاعبين السعوديين ذهنياً؛ للتخلص من الرهبة والخوف عند مقارعة المنتخبات الكبيرة في المنافسات الدولية، وتعزيز ثقافة فرض الشخصية، والفوز عند مواجهة المنتخبات العالمية.

إن من المهم الآن، وقبل انطلاق بطولة كأس آسيا 2019 في الإمارات، بعد 7 أشهر، الاستعداد الجيد وفق خطة محددة الأهداف تستفيد من السلبيات السابقة في تحقيق نتائج إيجابية مشرفة في هذه البطولة القارية المهمة التي تعد المحك والمقياس الحقيقي لدرجة تعافي المنتخب السعودي، وقدرته على النهوض بعد السقوط المرير في كأس العالم بروسيا، وردّ اعتبار الكرة السعودية، وتقديم الأخضر بشكل مغاير. وهو قادر على ذلك.

وإن كانت المؤشرات تؤكد أن المنتخب السعودي في طريقه للتعافي، وقادر على إعادة الهيبة المفقودة للكرة السعودية، فمن المهم التخلص من التراكمات الإدارية، والأخطاء الفنية والرياضية السابقة الكثيرة التي حدثت، والتخلص من الأسماء المستهلكة، وتجديد دماء المنتخب بلاعبين مهرة في مختلف المراكز، والاعتماد على كوادر شابة ودمجهم مع أصحاب الخبرة، ووضع خطط طويلة الأجل لا تبحث عن نتائج سريعة مؤقتة، بل تفيد الكرة السعودية مستقبلاً في مشاركاتها الإقليمية، والقارية، والعالمية، أما غير ذلك فسيجعلنا ندور في فلك الفشل، ودوامة المشاركات المخيبة للآمال.

مصدر الخبر: سبق