هل ستغير أزمة كورونا من سيطرة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟
هل ستغير أزمة كورونا من سيطرة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟

هل ستغير أزمة كورونا من سيطرة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي؟


منذ منتصف مارس الماضي وتحديدًا عندما أصبح تأثير يتجلى على الاقتصاد العالمي، تغلبت المخاوف على توقعات متشائمة للدولار الأمريكي على الرغم من التهافت عليه من قبل المستثمرين خلال تلك الفترة، لكن استمرار الولايات المتحدة في إضافة المليارات إلى عجزها التجاري وإصدار الحكومة المزيد من المليارات في ديون الخزانة، شعر الكثيرون بالقلق الشديد حيال قيمة الدولار كما جعلهم يتساءلون كيف لا يسقط أو ينخفض بشكل أسرع.

منذ انهيار معيار الذهب في عام 1971 كان الدولار يلعب دور فعال كعملة احتياطية عالمية، كما يُنظر إليه على أنه العملة ذات الملاذ الآمن والاستثمار الأفضل في أوقات عدم اليقين والتوترات الاقتصادية والسياسية، ويعتمد انخفاض قيمته أو زيادته على شعور المستثمرين ورغبتهم في المخاطرة في السوق والتوجه إلى البدائل الأخرى.

ينخفض ​​الدولار الأمريكي عندما تكون قيمته أقل مقارنة بالعملات الأخرى في سوق تداول العملاتوهذا يعني أن القوة الشرائية له ضعيفة، في حين تتكثف عمليات الشراء على العملات الأقوى أهمها اليورو الذي يصبح أقوى عندما تضعف العملة الأمريكية والين الياباني أيضًا لأن ضعف الدولار يعني غالبًا قوة الين.

بدائل الدولار الأمريكي

تعرض الدولار الأمريكي لتقلبات حادة منذ بداية عام 2020 لم يشهدها منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وذلك نتيجة للتهديدات الكارثية التي يحدثها فيروس كورونا في الاقتصادات الرئيسية، الأمر الذي استدعي الكثيرين ودفعهم إلى التساؤل حول انهيار الدولار ولماذا يعتبر حتى الآن هو عملة العالم، خاصة بعد التأثيرات الاقتصادية السلبية الضخمة التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي فالحكومة لا تزال تقدم حزم تحفيزية ضخمة بهدف تقليص ضرر عمليات الإغلاق والبطالة.

تشير التوقعات أن يتخطى حجم الدين المحلي الأمريكي 25 تريليون دولار ليبلغ اجماليه أكثر من 100% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية هذا العام.

الكثير من رافضي هيمنة الدولار يثيرون حقائق كدليل على توقعاتهم المتشائمة للدولار، ويرون أنه يجب أن يكون هناك خيار بديل وأن عملية التحول والتخلي عن الدولار أمر لا مفر منه سواء على المدي القصير أو البعيد، وأطلق بعضهم قائمة بالبدائل الأكثر احتمالًا للدولار:

اليورو: يأتي اليورو في المرتبة الثانية للعملات الأكثر استخدامًا في معاملات الفوركس واحتياطيات البنوك المركزية، ولكن قد تُسبب مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي في نهاية العام أزمة اقتصادية وسياسية بين أعضاء الاتحاد، الأمر الذي قد يُفقد اليورو استقراره.

اليوان الصيني:على الرغم من أن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتمثل قوة سياسية واقتصادية مؤثرة إلا أن عملتها تسيطر عليها الحكومة وتتحكم بها بشكل قوى، كما أن نسبة لا تتعدي 2% من البنوك المركزية لديها حيازات من اليوان.

العملات المشفرة:شهدت العملات المشفرة اهتمامًا واسع النطاق في السنوات الأخيرة ولا يزال هناك اقبال متزايد عليها، إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلًا للدولار في الوقت الحالي، بسبب تقلباتها العالية التي تُفقدها المزيد من الثقة.

الدولار سيبقي العملة الاحتياطية 

هناك العديد من الأسباب التي تؤكد على أن الدولار الأمريكي سيبقي العملة الاحتياطية العالمية في المستقبل، يوجد أكثر من 90% من المعاملات الأجنبية التي تتم بالدولار الأمريكي، كما أن النفط الخام والذهب وسلع أخرى لا تزال مسعرة بالدولار الأمريكي، حيث أن الاقتصاد الأمريكي هو أكبر اقتصاد بالعالم ومستقر اقتصاديًا وسياسيًا على الرغم من الوعكة الأخيرة.

من أهم أسباب بقاء الدولار الأمريكي هو أن أكثر من 60% من البنوك المركزية العالمية لديها حيازات أجنبية بالدولار الأمريكي، وبالتالي فإن التحول إلى أي عملة بديلة لن يكون مدمرًا فقط للاقتصاد الأمريكي بل سيكون مدمرًا لأغلب دول العالم.