كورونا في السعودية تقرر إلغاء الوضوء في جميع المساجد
أعلن الدكتور عبد اللطيف آل شيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، اتخاذ قرارين هامين ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية المؤقتة لمواجهة ومكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد بين المواطنين، أولهما إلغاء الوضوء في المساجد وإغلاق جميع دورات مياه بيوت الله وأماكن الوضوء، وفتح النوافذ وإشراع الأبواب من دخول الوقت إلى نهاية الصلاة.
وأصدر وزير الشؤون الإسلامية، تكليفات لكل فروع الوزارة في مختلف قطاعات المملكة العربية السعودية، بإقامة صلاة الجمعة في المساجد القريبة من الجوامع المزدحمة بالمصلين، والمهيأة لإقامة صلاة الجمعة فيها، وذلك بعد اختيارها من قبل الفروع، كما وجَّه بترك مقدار صف بين كل صفين في كل الصلوات الخمس؛ منعًا لانتشار فيروس كورونا.
يذكر أن الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أصدر من قبل توجيهًا بأن تكون خطبة الجمعة ليوم غدٍ لتوعية الناس في الإجراءات المتخذة من قبل الجهات المختصة في هذه البلاد المباركة لمكافحة انتشار فيروس كورونا (COVID19)، وأنها احترازية، وتهدف إلى حفظ النفس الذي يعد حفظها من مقاصد الشرع الحنيف، وأنها من قبيل الأسباب المشروع اتخاذها، وتوجيه الناس إلى ما ورد في السنة النبوية في مثل هذه الأحوال، وتحذيرهم من الشائعات والاستماع لها، ولزوم استقاء المعلومة من المصادر الرسمية.
وجاء ذلك بعد أن أصدرت هيئة كبار العلماء قرارها رقم ( 246 ) في 16 / 7 / 1441هـ، بشأن شهود صلاة الجمعة والجماعة في حال انتشار الوباء أو الخوف من انتشاره.
نص فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد نظرت هيئة كبار العلماء في دورتها الاستثنائية الرابعة والعشرين المنعقدة بمدينة الرياض يوم الأربعاء الموافق 16 / 7 / 1441هـ فيما عرض عليها بخصوص الرخصة في عدم شهود صلاة الجمعة والجماعة في حال انتشار الوباء أو الخوف من انتشاره، وباستقراء نصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها وقواعدها وكلام أهل العلم في هذه المسألة فإن هيئة كبار العلماء تبين الآتي:
أولاً: يحرم على المصاب شهود الجمعة والجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يورد ممرض على مصح ) متفق عليه، ولقوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ) متفق عليه.
ثانياً: من قررت عليه جهة الاختصاص إجراءات العزل فإن الواجب عليه الالتزام بذلك، وترك شهود صلاة الجماعة والجمعة ويصلي الصلوات في بيته أو موطن عزله، لما رواه الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه قال: (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع) أخرجه مسلم.
ثالثاً: من خشي أن يتضرر أو يضر غيره فيرخص له في عدم شهود الجمعة والجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار) رواه ابن ماجه. وفي كل ما ذكر إذا لم يشهد الجمعة فإنه يصليها ظهراً أربع ركعات.
هذا وتوصي هيئة كبار العلماء الجميع بالتقيد بالتعليمات والتوجيهات والتنظيمات التي تصدرها جهة الاختصاص، كما توصي الجميع بتقوى الله عز وجل واللجوء إليه سبحانه بالدعاء والتضرع بين يديه في أن يرفع هذا البلاء قال الله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم )، وقال سبحانه: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.